فأنكرت عليه ، فقال: ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها وأزمها غير كلمتي هذه.
ويجوز للمسلم أن يجمع بين القولين فيقول: «الصلاة خير من النوم، صدقت وبررت»، أي صدقت يا رسول الله فيما قلت، وبررت: أي جعلتنا من الأبرار بسبب أنك علمتنا أن نقول مثل هذا الكلام ونصلى خير من النوم.
وقال عطاء بن أبي رباح ، وسعيد بن جبير ، عن ابن عباس: " الباقيات الصالحات " سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر. وهكذا سئل أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن: " الباقيات الصالحات " ما هي ؟ فقال: هي لا إله إلا الله ، وسبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال: وحدثني يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرنا عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه ، عن ابن الهيثم ، عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " استكثروا من الباقيات الصالحات ". قيل: وما هي يا رسول الله ؟ قال: " الملة ". قيل: وما هي يا رسول الله ؟ قال: " التكبير ، والتهليل ، والتسبيح ، والحمد لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ". وهكذا رواه أحمد ، من حديث دراج ، به. وبه قال ابن وهب: أخبرني أبو صخر أن عبد الله بن عبد الرحمن ، مولى سالم بن عبد الله حدثه قال: أرسلني سالم إلى محمد بن كعب القرظي ، فقال: قل له: القني عند زاوية القبر فإن لي إليك حاجة. قال: فالتقيا ، فسلم أحدهما على الآخر ، ثم قال سالم: ما تعد الباقيات الصالحات ؟ فقال: لا إله إلا الله ، وسبحان الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فقال له سالم: متى جعلت فيها " لا حول ولا قوة إلا بالله ؟ " فقال: ما زلت أجعلها. قال: فراجعه مرتين أو ثلاثا ، فلم ينزع ، قال فأبيت قال سالم: أجل فأبيت فإن أبا أيوب الأنصاري حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يقول: " عرج بي إلى السماء فأريت إبراهيم عليه السلام ، فقال: يا جبريل من هذا معك ؟ فقال: محمد فرحب بي وسهل ، ثم قال: مر أمتك فلتكثر من غراس الجنة ، فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة.